إجابات على محاور في برنامج (رسالة الحقوق) - تم بثّه على قناة الأنوار الفضائية. (مفهوم العقوق والبِر لُغة وشرعاً.. خصوصية الأمهات على الآباء .. ربط حقّ الوالدين بحقّ الله تعالى)... |
حق الوالدين
إجابات على محاور في برنامج (رسالة الحقوق)
تم بثّه على قناة الأنوار الفضائية
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطّاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين
1. مفهوم العقوق والبِر لُغة وشرعاً :
يفهم العقوق من معنى البر ، والبر : اسم جامع للخير كله ، والبر : الصلة ، وبر الوالد بحسن الطاعة إليـه والإرفاق به ، وتحري محارمه ، وتوفّي مكارمه . والعق هو القطع ، وعقوق الوالـد إذا آذاه وعصاه وترك الإحسان البر به .
لم يبيّن الحد الأقصى في البر ، فهو مجال مفتوح . وبيّن الحدّ الأدنى للعقوق هو كلمة أف : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : أَدْنَى الْعُقُوقِ أُفٍّ ، وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً أَهْوَنَ مِنْهُ لَنَهَى عَنْهُ .
المنهج العام : [ وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ] منهج العدل والإحسان ، العدل هو وضع الشيء في موضعه ، دينار مقابل دينار ، وسلعة مقابل دينار ، حسب القوّة الشّرائيّة ، زيارة مقابل زيارة ، وهديّة مقابل هدية ، وخدمة مقابل عطيّة .. وهكذا ..
أمّا الإحسان فالزّيادة ، ولهذا فإنّ الله هو المحسن على الإطلاق ، ولا يستطيع أحد أن يحسن إلى الله ، لأنّه ما من أحد يوفيّه نعمته ، فهو متفضّل من دون مقابل يذكر ، ولا تنقص خزائنه ، وهو المنهج الذي رسمه الدّين للتعامل مع أسباب الحياة وهما الوالدان ، ولم يوص الوالدين بالولد لأنّهما يحسنان له فطرة ، وإنّما أوصى بهما لأنّهما عرضة للنسيان والإنشغال ، فإذا أعطى الإنسان كلّ شيء لهما فإنّه لن يؤدّيه ، " الإمام (ع) : لا تطيق أداءه " ولو حمل أمّه على ظهره وحجّ بها فإنّه لن يؤدّي حقّ طلقة من طلقاتها عند الولادة .
وروي عن الصّادق (ع) في قول الله تعالى : [ وبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ] قال : الْإِحْسَانُ أَنْ تُحْسِنَ صُحْبَتَهُمَا ، وَأَنْ لَا تُكَلِّفَهُمَا أَنْ يَسْأَلَاكَ شَيْئاً مِمَّا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَا مُسْتَغْنِيَيْنِ . وقَالَ (ع) : [ وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ] قَالَ : لَا تَمْلَأُ عَيْنَيْكَ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِمَا إِلَّا بِرَحْمَةٍ وَرِقَّةٍ ، وَلَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فَوْقَ أَصْوَاتِهِمَا ، وَلَا يَدَكَ فَوْقَ أَيْدِيهِمَا ، وَلَا تَقَدَّمْ قُدَّامَهُمَا .
2. خصوصية الأمهات على الآباء
حقيقة الأمر أنّ اطلاق لفظ الوالدين للتغليب ، كما نقول القمرين والباقرين ، فالذي يلد هو الأم ، وهي المدار في الحمل والنشأة والولادة ، وإذا صحّت نسبة الولادة إلى الوالد فهي من باب المسامحة ، فلا أحد يسمّي العشرة الزّوجية ولادة ، وإنّما هو الذي يلده بصورته المعنويّة والتربويّة والعلميّة ، فالأم تلده بصورته وطباعه وفطرته ، والأب يلده إذ يتحكّم بعجينته الطريّة ويصوغ شخصيّته ، ويمتاز حقّ الأم بكونها تلد فطرته وجبلّته وطباعه الذّاتيّة !!
الأم هي الجندي المجهول الذي يقف وراء شخصيّات العظماء ، وما من خلاف في أهميّة السنوات الأولى للإنسان ، فهي التي تصوغه بدقّة ، وفارس ميدان هذه الحلبة هو الأم ، ومن العدل أن تنفرد الأم بالحق الخاص وإن كان الحق القادم المباشر هو للوالد ، وميزة الإسلام أنّه إذا سلك في جهة فإنّه لا يطغى على الجانب الآخر !! فإنّ الإسلام لم ينس حقّ الأب إلاّ أنّ حقّ الأم أعظم ، وإذا أوصى بالوالدين فإنّه أشار إلى أنّ بعض الآباء يحملان الوالد على الحقوق !!
وقَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللّهِ (ص) : إِنَّ وَالِدَتِي بَلَغَهَا الْكِبَرُ وَهِيَ عِنْدِي الْآنَ أَحْمِلُهَا عَلَى ظَهْرِي وأُطْعِمُهَا مِنْ كَسْبِي وَأُمِيطُ عَنْهَا الْأَذَىَ بِيَدِي وأَصْرِفُ عَنْهَا مَعَ ذَلِكَ وَجْهِيَ اسْتِحْيَاءً مِنْهَا وإِعْظَاماً لَهَا فَهَلْ كَافَأْتُهَا ؟ قَالَ : لَا ، لِأَنَّ بَطْنَهَا كَانَ لَكَ وِعَاءً ، وَثَدْيَهَا كَانَ لَكَ سِقَاءً ، وقَدَمَهَا لَكَ حِذَاءً ، وَيَدَهَا لَكَ وِقَاءً ، وحِجْرَهَا لَكَ حِوَاءً ، وَكَانَتْ تَصْنَعُ ذَلِكَ لَكَ وهِيَ تَمَنَّى حَيَاتَكَ ، وأَنْتَ تَصْنَعُ هَذَا بِهَا وَتُحِبُّ مَمَاتَهَا .
3. ربط حقّ الوالدين بحقّ الله تعالى
الرّابط واضح بين المقامين ، والمبدأ واحد في الإعتراف بالحقوق للمتفضّل المحسن ، ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق ، والغرض القرآني في ربط الموضوعين ينصب في جهتين ..
الأولى : هي التركيز على خطورة الموضوع وأهميّته ، فإنّه في مقام القتل ينسب الإعتداء على فرد الإنسان إعتداء على النّاس ، وفي الرّبا يعتبر القضيّة حرب مباشرة معه ، وكما أنّ الله سبحانه قد قرن طاعته بطاعة الرسول (ص) والأئمة (ع) [ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ] فقد قرن حقّه بحقّ الوالدين .
أمّا الثانية : فالتأكيد على أهميّة الإعتراف بفضل المتفضّل ، وهما جهتان منهما انطلاقة حياة الإنسان ، الله الخالق وواهب الحياة ، والوالدان السبب الطبيعي في ذلك !! فاعلم أنّهما أصلك ، والشريكان في كلّ نعمة في يدك !! فإذا أنكر الإنسان فضل والديه كان لغيره أنكر ، وإذا كان عاقّاً لوالديه كان لغيره أعق !!
4. نساء في حكم الأم
الأمومة شأن الأبوّة مفهوم قابل للتوسعة ، فكما أنّ الآباء ثلاثة ، أب ولدك وأب علّمك ، وأب زوّجك ، فقد وسّع الإسلام في مفهوم الأم ليشمل من هنّ في حكم الأم ، كنساء النبي (ص) والمرضعة والخالة والمربية وزوجة الأب ..
ونستطيع من خلال ذلك أن نحمل على المفردة أمّين :
1. الأم التكوينيّة: وهي التي أشار لها الإمام (ع) في الرسالة ، التي حملت وأطعمت ، وقد ذكرها لأنّ الولد لا يمكن أن يتنصّل من هذا الحق تجاهها وإن كان قهريّاً منها !! ، فقد ذكر (ع) الحدّ الأدنى من عطاء الأم !! حتّى لا يكون عذراً في عقوقها . والنبي (ص) لم يكن قد أدرك أمّه ، إلاّ أنّه كان يشهق من حبّها ، ويشعر بأقصى درجات الإمتنان تجاهها ، فهي سبب طبيعي لسوق رحمة الله على العالمين ، واتفق السنّة والشيعة على أنّه استأذن الله في زيارة قبرها ..
روى المجلسي : لما فرغ (ص) من حجة الوداع لاذ بقبر قد درس ، فقعد عنده طويلاً ، ثم استعبر ، فقيل له : يا رسول الله ، ما هذا القبر ؟ فقال : هذا قبر أمي آمنة بنت وهب ، سألت الله في زيارتها فأذن لي ، وقال (ص) : قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها .
2. الأم بالعرَض: وهي التي تتولّى شئون الولد وتربّيه وترعاه ، فإن كانت أمّه بالتكوين فلها حقّ لا يستطيع الولد أن يؤدّيه ، فهو ممتن حتّى لأنفاسها وهي مؤثّرة عليه في كلّ ما يلقى في الحياة ، وكانت أم الشيخ البهائي لا ترضعه رضعة إلاّ بطهور !!، وإمّا إن لم تكن فإنّ لها حقاً عظيماً ، فالإمام السجّاد (ع) صاحب هذه الرسالة ماتت أمّه وهي في نفاسها ، ولكنّه كان يعبّر عن مربيّته بأمّه !!
قال الباقر (ع) : وَلَقَدْ كَانَ يَأْبَى أَنْ يُؤَاكِلَ أُمَّهُ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، أَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ وأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ ، فَكَيْفَ لَا تُؤَاكِلُ أُمَّكَ ؟ فَقَالَ : إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تَسْبِقَ يَدِي إِلَى مَا سَبَقَتْ عَيْنُهَا إِلَيْهِ .
5. قبح جريمة عقوق الوالدين
نصوص ثلاث من الكافي :
1. عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُشِفَ غِطَاءٌ مِنْ أَغْطِيَةِ الْجَنَّةِ فَوَجَدَ رِيحَهَا مَنْ كَانَتْ لَهُ رُوحٌ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ إِلَّا صِنْفٌ وَاحِدٌ !! قُلْتُ : مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ .
2. وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : مَنْ نَظَرَ إِلَى أَبَوَيْهِ نَظَرَ مَاقِتٍ وهُمَا ظَالِمَانِ لَهُ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً .
3. وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ : إِنَّ أَبِي نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ وَمَعَهُ ابْنُهُ يَمْشِي والِابْنُ مُتَّكِئٌ عَلَى ذِرَاعِ الْأَبِ ، قَالَ : فَمَا كَلَّمَهُ أَبِي (ع) مَقْتاً لَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا .
ليس هناك ذنب لا تمحوه التوبة ، وهناك كنز يملكه الإنسان لا يقدّر بثمن أبداً ، وهو الحياة والوقت ، المملوئين بالفرص ، وعلينا الحذر من نفار النعم ، فما كلّ شارد بمردود ، وقد وصّى النبي (ص) أبا ذر : يَا أَبَا ذَرٍّ اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ ، شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سُقْمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ، يَا أَبَا ذَرٍّ إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ بِأَمَلِكَ ، فَإِنَّكَ بِيَوْمِكَ وَلَسْتَ بِمَا بَعْدَهُ . فكما أنّ التجارة تحتاج إلى استغلال الفرص المتاجرة مع الله كذلك ، فلا بدّ من المسارعة إلى الوالدين وكسر حاجز الأنا بالإستغفار والتواضع ، أمّا إذا ماتا فبالإستغفار لهما والدّعاء والخيرات ، فإنّ الميت يفرح بالتحفة كما يفرح أحدنا بها .
6. العقوق في حياة ووفاة الوالدين
يظهر من خلال التتبّع أنّ الصلة لهما بعد الممات في صور ، فكما أن العمّ في حكم الوالد فإنّ الخالة في حكم الأم ، فقد سئل أحدهم (ع) عن صلة الأم بعد وفاتها ، فقال : إذا كان عندك خالة فصلها ، ومن الصلة بهم أمواتاً إكرام أصدقائهما ، فصداقة الآباء يرثها الأبناء ، وزيارة قبرهم كما تقدّم ، ولعلّي قرأت رواية أن الأم شفيعة للحوائج في قبرها ، وصلتهم بالإستغفار والدّعاء والخيرات ..
وأفضل عمل يقدّمه الإنسان للوالدين ، وهو أفضل من طبع الكتب المكرّرة والأدعية ، هو صلاح العقب ، وهذا هو السر في دعاء الأولياء : [ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ] لأنّه الولد مشروع استثماري دار لا ينفذ ، فإذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث : وولد صالح يدعو له ..
وروي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أنّ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مَرَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (ع) بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ مِنْ قَابِلٍ فَإِذَا هُوَ لَا يُعَذَّبُ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، مَرَرْتُ بِهَذَا الْقَبْرِ عَامَ أَوَّلَ فَكَانَ يُعَذَّبُ ، وَمَرَرْتُ بِهِ الْعَامَ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ يُعَذَّبُ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : أَنَّهُ أَدْرَكَ لَهُ وَلَدٌ صَالِحٌ ، فَأَصْلَحَ طَرِيقاً ، وَآوَى يَتِيماً ، فَلِهَذَا غَفَرْتُ لَهُ بِمَا فَعَلَ ابْنُهُ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : مِيرَاثُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ وَلَدٌ يَعْبُدُهُ مِنْ بَعْدِهِ ، ثُمَّ تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) آيَةَ زَكَرِيَّا (ع) : [ رَبِّ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ] .
المنهج المتّبع عند الإمام (ع) - منهجان :
1. المنهج الديني : فأوّل ما يمكن تحصيله من كلمة الحق هو الوجوب الشرعي والفرض ، باعتبار كون السجّاد (ع) لسان الشّارع ، وهو الإمام بالنص بعد أبيه الإمام الحسين (ع) ، الذي بشّر به النبي (ص) وسمّاه زين العابدين ، فإنّه يؤكّد على تحديد وتأسيس منطلقات العلاقة بين الولد ووالديه ، والإسلام كلّه عبارة عن مجموعة من الحقوق المتبادلة ، إلاّ أنّ هذا المنهج مندك في حقيقة المنهج الثّاني ، باعتبار أنّ الإسلام منسجم مع الإنسانيّة بكلّ ما تعني الكلمة .
2. المنهج الإنساني: وقد جمع الإمام (ع) كل معطيات معاني الإنسانيّة في عبارات موجزة ، وركّز على القيم الإنسانيّة وألفت إلى مرتكزاتها كالرّحم ، الرّحمة ، الحب ، الإحسان ، البر ، والشعور بألم الآخرين الذين هم أقرب النّاس إلينا في سبيل حياتنا ، وتصديق آمال من أعطانا ، قال (ع) : " مُسْتَبْشِرَةً بِذَلِكَ فَرِحَةً مُوَبِّلَةً مُحْتَمِلَةً لِمَا فِيهِ مَكْرُوهُهَا وَأَلَمُهَا وَثِقْلُهَا وَغَمُّهَا "
وهذا كاف في ترسيخ العلاقة بها ، فلو غضضنا طرفنا عن كلّ ما صنع النبي (ص) بالنسبة لأمّته وأخذنا بالإعتبار عناءه من أجلنا وأمله فينا لكفانا حثّاً على التمسّك بالتعاليم الإسلاميّة . والغريب أنّ الإمام (ع) لم يبيّن في الرسالة ما يجب على الولد ، مكتفياً بالعلم !! والعلم أساس الفضيلة ، وهي منطلق الدين والإنسانية ، فإذا علم الإنسان سلك به علمه إلى الخير والبر ، وبالتّالي فإنّ الإمام (ع) إستخدم منهاج الأساس والمنطلق للبر ، وفي كلامه (ع) ما يرقى على عباراتنا ويزيد بيانه على الوقت .
7. التعقيب الأخير
الظروف والمتغيرات المعاصرة مسخت العلاقات الدّموية بشكل يقتضي التنويه ، فالأمومة والأبوّة والأخوّة والرّحم في كثير من البيوت معاني مفقودة ، ونحن بحاجة إلى العودة إلى الدّين لتنظيم الحقوق ، بناء على التعامل بالعفو والإحسان ونبذ كلّ عوامل العقوق بالتواضع .
ومن ضمن الأخطاء التي تعين الأم أولادها فيه على العقوق هو الإعتماد على الخادمات في الأمومة ، فإذا تخلّت الأم عن هذه الوظيفة اختل نظام المجتمع وفسدت المدرسة الأولى التي ينطلق منها الولد ، وأنذر ذلك بتعاسته ما دام حيّاً ، ولو استقريت أحوال الأخيار المجرمين في تاريخ الدّنيا لوجدت أنّ الأم لها انعكاساتها على الطرفين !!