» مجلس شهادة الإمام جعفر الصادق عليه السلام   » باب الله (3)   » المهدي عجل الله فرجه رحمة الله الواسعة (3)   » باب الله (2)   » المهدي عجل الله فرجه رحمة الله الواسعة (2)   » باب الله (1)   » خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1445 هجرية   » حقيقة الإيمان   » ماذا نهدي لإمام زماننا عجل الله فرجه الشريف   » القوم والعشيرة  


04/06/2011م - 11:56 ص | عدد القراء: 3268

إجابات على محاور في برنامج (رسالة الحقوق) - تم بثّه على قناة الأنوار الفضائية. (مفهوم العقوق والبِر لُغة وشرعاً.. خصوصية الأمهات على الآباء .. ربط حقّ الوالدين بحقّ الله تعالى)...

حق الوالدين

إجابات على محاور في برنامج (رسالة الحقوق)
تم بثّه على قناة الأنوار الفضائية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطّاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين

 

1. مفهوم العقوق والبِر لُغة وشرعاً :
يفهم العقوق من معنى البر ، والبر : اسم جامع للخير كله ، والبر : الصلة ، وبر الوالد بحسن الطاعة إليـه والإرفاق به ، وتحري محارمه ، وتوفّي مكارمه . والعق هو القطع ، وعقوق الوالـد إذا آذاه وعصاه وترك الإحسان البر به .
لم يبيّن الحد الأقصى في البر ، فهو مجال مفتوح . وبيّن الحدّ الأدنى للعقوق هو كلمة أف : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : أَدْنَى الْعُقُوقِ أُفٍّ ، وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً أَهْوَنَ مِنْهُ لَنَهَى عَنْهُ .

 المنهج العام : [ وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ] منهج العدل والإحسان ، العدل هو وضع الشيء في موضعه ، دينار مقابل دينار ، وسلعة مقابل دينار ، حسب القوّة الشّرائيّة ، زيارة مقابل زيارة ، وهديّة مقابل هدية ، وخدمة مقابل عطيّة .. وهكذا ..


أمّا الإحسان فالزّيادة ، ولهذا فإنّ الله هو المحسن على الإطلاق ، ولا يستطيع أحد أن يحسن إلى الله ، لأنّه ما من أحد يوفيّه نعمته ، فهو متفضّل من دون مقابل يذكر ، ولا تنقص خزائنه ، وهو المنهج الذي رسمه الدّين للتعامل مع أسباب الحياة وهما الوالدان ، ولم يوص الوالدين بالولد لأنّهما يحسنان له فطرة ، وإنّما أوصى بهما لأنّهما عرضة للنسيان والإنشغال ، فإذا أعطى الإنسان كلّ شيء لهما فإنّه لن يؤدّيه ، " الإمام (ع) : لا تطيق أداءه " ولو حمل أمّه على ظهره وحجّ بها فإنّه لن يؤدّي حقّ طلقة من طلقاتها عند الولادة .


وروي عن الصّادق (ع) في قول الله تعالى : [ وبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ] قال : الْإِحْسَانُ أَنْ تُحْسِنَ صُحْبَتَهُمَا ، وَأَنْ لَا تُكَلِّفَهُمَا أَنْ يَسْأَلَاكَ شَيْئاً مِمَّا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَا مُسْتَغْنِيَيْنِ . وقَالَ (ع) : [ وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ] قَالَ : لَا تَمْلَأُ عَيْنَيْكَ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِمَا إِلَّا بِرَحْمَةٍ وَرِقَّةٍ ، وَلَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فَوْقَ أَصْوَاتِهِمَا ، وَلَا يَدَكَ فَوْقَ أَيْدِيهِمَا ، وَلَا تَقَدَّمْ قُدَّامَهُمَا .

 

2. خصوصية الأمهات على الآباء
حقيقة الأمر أنّ اطلاق لفظ الوالدين للتغليب ، كما نقول القمرين والباقرين ، فالذي يلد هو الأم ، وهي المدار في الحمل والنشأة والولادة ، وإذا صحّت نسبة الولادة إلى الوالد فهي من باب المسامحة ، فلا أحد يسمّي العشرة الزّوجية ولادة ، وإنّما هو الذي يلده بصورته المعنويّة والتربويّة والعلميّة ، فالأم تلده بصورته وطباعه وفطرته ، والأب يلده إذ يتحكّم بعجينته الطريّة ويصوغ شخصيّته ، ويمتاز حقّ الأم بكونها تلد فطرته وجبلّته وطباعه الذّاتيّة !!


الأم هي الجندي المجهول الذي يقف وراء شخصيّات العظماء ، وما من خلاف في أهميّة السنوات الأولى للإنسان ، فهي التي تصوغه بدقّة ، وفارس ميدان هذه الحلبة هو الأم ، ومن العدل أن تنفرد الأم بالحق الخاص وإن كان الحق القادم المباشر هو للوالد ، وميزة الإسلام أنّه إذا سلك في جهة فإنّه لا يطغى على الجانب الآخر !!  فإنّ الإسلام لم ينس حقّ الأب إلاّ أنّ حقّ الأم أعظم ، وإذا أوصى بالوالدين فإنّه أشار إلى أنّ بعض الآباء يحملان الوالد على الحقوق !!


وقَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللّهِ (ص) : إِنَّ وَالِدَتِي بَلَغَهَا الْكِبَرُ وَهِيَ عِنْدِي الْآنَ أَحْمِلُهَا عَلَى ظَهْرِي وأُطْعِمُهَا مِنْ كَسْبِي وَأُمِيطُ عَنْهَا الْأَذَىَ بِيَدِي وأَصْرِفُ عَنْهَا مَعَ ذَلِكَ وَجْهِيَ اسْتِحْيَاءً مِنْهَا وإِعْظَاماً لَهَا فَهَلْ كَافَأْتُهَا ؟ قَالَ : لَا ، لِأَنَّ بَطْنَهَا كَانَ لَكَ وِعَاءً ، وَثَدْيَهَا كَانَ لَكَ سِقَاءً ، وقَدَمَهَا لَكَ حِذَاءً ، وَيَدَهَا لَكَ وِقَاءً ، وحِجْرَهَا لَكَ حِوَاءً ، وَكَانَتْ تَصْنَعُ ذَلِكَ لَكَ وهِيَ تَمَنَّى حَيَاتَكَ ، وأَنْتَ تَصْنَعُ هَذَا بِهَا وَتُحِبُّ مَمَاتَهَا .

 

3. ربط حقّ الوالدين بحقّ الله تعالى
الرّابط واضح بين المقامين ، والمبدأ واحد في الإعتراف بالحقوق للمتفضّل المحسن ، ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق ، والغرض القرآني في ربط الموضوعين ينصب في جهتين ..

 
الأولى : هي التركيز على خطورة الموضوع وأهميّته ، فإنّه في مقام القتل ينسب الإعتداء على فرد الإنسان إعتداء على النّاس ، وفي الرّبا يعتبر القضيّة حرب مباشرة معه ، وكما أنّ الله سبحانه قد قرن طاعته بطاعة الرسول (ص) والأئمة (ع) [ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ] فقد قرن حقّه بحقّ الوالدين .


أمّا الثانية : فالتأكيد على أهميّة الإعتراف بفضل المتفضّل ، وهما جهتان منهما انطلاقة حياة الإنسان ، الله الخالق وواهب الحياة ، والوالدان السبب الطبيعي في ذلك !! فاعلم أنّهما أصلك ، والشريكان في كلّ نعمة في يدك !! فإذا أنكر الإنسان فضل والديه كان لغيره أنكر ، وإذا كان عاقّاً لوالديه كان لغيره أعق !!

 

4. نساء في حكم الأم
الأمومة شأن الأبوّة مفهوم قابل للتوسعة ، فكما أنّ الآباء ثلاثة ، أب ولدك وأب علّمك ، وأب زوّجك ، فقد وسّع الإسلام في مفهوم الأم ليشمل من هنّ في حكم الأم ، كنساء النبي (ص) والمرضعة والخالة والمربية وزوجة الأب ..
ونستطيع من خلال ذلك أن نحمل على المفردة أمّين :


1. الأم التكوينيّة: وهي التي أشار لها الإمام (ع) في الرسالة ، التي حملت وأطعمت ، وقد ذكرها لأنّ الولد لا يمكن أن يتنصّل من هذا الحق تجاهها وإن كان قهريّاً منها !! ، فقد ذكر (ع) الحدّ الأدنى من عطاء الأم !! حتّى لا يكون عذراً في عقوقها . والنبي (ص) لم يكن قد أدرك أمّه ، إلاّ أنّه كان يشهق من حبّها ، ويشعر بأقصى درجات الإمتنان تجاهها ، فهي سبب طبيعي لسوق رحمة الله على العالمين ، واتفق السنّة والشيعة على أنّه استأذن الله في زيارة قبرها ..
روى المجلسي : لما فرغ (ص) من حجة الوداع لاذ بقبر قد درس ، فقعد عنده طويلاً ، ثم استعبر ، فقيل له : يا رسول الله ، ما هذا القبر ؟ فقال : هذا قبر أمي آمنة بنت وهب ، سألت الله في زيارتها فأذن لي ، وقال (ص) : قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها .


2. الأم بالعرَض: وهي التي تتولّى شئون الولد وتربّيه وترعاه ، فإن كانت أمّه بالتكوين فلها حقّ لا يستطيع الولد أن يؤدّيه ، فهو ممتن حتّى لأنفاسها وهي مؤثّرة عليه في كلّ ما يلقى في الحياة ، وكانت أم الشيخ البهائي لا ترضعه رضعة إلاّ بطهور !!، وإمّا إن لم تكن فإنّ لها حقاً عظيماً ، فالإمام السجّاد (ع) صاحب هذه الرسالة ماتت أمّه وهي في نفاسها ، ولكنّه كان يعبّر عن مربيّته بأمّه !!
قال الباقر (ع) : وَلَقَدْ كَانَ يَأْبَى أَنْ يُؤَاكِلَ أُمَّهُ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، أَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ وأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ ، فَكَيْفَ لَا تُؤَاكِلُ أُمَّكَ ؟ فَقَالَ : إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تَسْبِقَ يَدِي إِلَى مَا سَبَقَتْ عَيْنُهَا إِلَيْهِ .

 

5. قبح جريمة عقوق الوالدين
نصوص ثلاث من الكافي :
1. عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُشِفَ غِطَاءٌ مِنْ أَغْطِيَةِ الْجَنَّةِ فَوَجَدَ رِيحَهَا مَنْ كَانَتْ لَهُ رُوحٌ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ إِلَّا صِنْفٌ وَاحِدٌ !! قُلْتُ : مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ .
2. وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : مَنْ نَظَرَ إِلَى أَبَوَيْهِ نَظَرَ مَاقِتٍ وهُمَا ظَالِمَانِ لَهُ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً .
3. وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ : إِنَّ أَبِي نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ وَمَعَهُ ابْنُهُ يَمْشِي والِابْنُ مُتَّكِئٌ عَلَى ذِرَاعِ الْأَبِ ، قَالَ : فَمَا كَلَّمَهُ أَبِي (ع) مَقْتاً لَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا .


ليس هناك ذنب لا تمحوه التوبة ، وهناك كنز يملكه الإنسان لا يقدّر بثمن أبداً ، وهو الحياة والوقت ، المملوئين بالفرص ، وعلينا الحذر من نفار النعم ، فما كلّ شارد بمردود ، وقد وصّى النبي (ص) أبا ذر : يَا أَبَا ذَرٍّ اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ ، شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سُقْمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ، يَا أَبَا ذَرٍّ إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ بِأَمَلِكَ ، فَإِنَّكَ بِيَوْمِكَ وَلَسْتَ بِمَا بَعْدَهُ . فكما أنّ التجارة تحتاج إلى استغلال الفرص المتاجرة مع الله كذلك ، فلا بدّ من المسارعة إلى الوالدين وكسر حاجز الأنا بالإستغفار والتواضع ، أمّا إذا ماتا فبالإستغفار لهما والدّعاء والخيرات ، فإنّ الميت يفرح بالتحفة كما يفرح أحدنا بها .

 

6. العقوق في حياة ووفاة الوالدين
يظهر من خلال التتبّع أنّ الصلة لهما بعد الممات في صور ، فكما أن العمّ في حكم الوالد فإنّ الخالة في حكم الأم ، فقد سئل أحدهم (ع) عن صلة الأم بعد وفاتها ، فقال : إذا كان عندك خالة فصلها ، ومن الصلة بهم أمواتاً إكرام أصدقائهما ، فصداقة الآباء يرثها الأبناء ، وزيارة قبرهم كما تقدّم ، ولعلّي قرأت رواية أن الأم شفيعة للحوائج في قبرها ، وصلتهم بالإستغفار والدّعاء والخيرات ..
وأفضل عمل يقدّمه الإنسان للوالدين ، وهو أفضل من طبع الكتب المكرّرة والأدعية ، هو صلاح العقب ، وهذا هو السر في دعاء الأولياء : [ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ] لأنّه الولد مشروع استثماري دار لا ينفذ ، فإذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث : وولد صالح يدعو له ..
وروي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أنّ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مَرَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (ع) بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ مِنْ قَابِلٍ فَإِذَا هُوَ لَا يُعَذَّبُ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، مَرَرْتُ بِهَذَا الْقَبْرِ عَامَ أَوَّلَ فَكَانَ يُعَذَّبُ ، وَمَرَرْتُ بِهِ الْعَامَ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ يُعَذَّبُ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : أَنَّهُ أَدْرَكَ لَهُ وَلَدٌ صَالِحٌ ، فَأَصْلَحَ طَرِيقاً ، وَآوَى يَتِيماً ، فَلِهَذَا غَفَرْتُ لَهُ بِمَا فَعَلَ ابْنُهُ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : مِيرَاثُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ وَلَدٌ يَعْبُدُهُ مِنْ بَعْدِهِ ، ثُمَّ تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) آيَةَ زَكَرِيَّا (ع) : [ رَبِّ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ] .

المنهج المتّبع عند الإمام (ع) - منهجان :
1. المنهج الديني : فأوّل ما يمكن تحصيله من كلمة الحق هو الوجوب الشرعي والفرض ، باعتبار كون السجّاد (ع) لسان الشّارع ، وهو الإمام بالنص بعد أبيه الإمام الحسين (ع) ، الذي بشّر به النبي (ص) وسمّاه زين العابدين ، فإنّه يؤكّد على تحديد وتأسيس منطلقات العلاقة بين الولد ووالديه ، والإسلام كلّه عبارة عن مجموعة من الحقوق المتبادلة ، إلاّ أنّ هذا المنهج مندك في حقيقة المنهج الثّاني ، باعتبار أنّ الإسلام منسجم مع الإنسانيّة بكلّ ما تعني الكلمة .


2. المنهج الإنساني: وقد جمع الإمام (ع) كل معطيات معاني الإنسانيّة في عبارات موجزة ، وركّز على القيم الإنسانيّة وألفت إلى مرتكزاتها كالرّحم ، الرّحمة ، الحب ، الإحسان ، البر ، والشعور بألم الآخرين الذين هم أقرب النّاس إلينا في سبيل حياتنا ، وتصديق آمال من أعطانا ، قال (ع) : " مُسْتَبْشِرَةً بِذَلِكَ فَرِحَةً مُوَبِّلَةً مُحْتَمِلَةً لِمَا فِيهِ مَكْرُوهُهَا وَأَلَمُهَا وَثِقْلُهَا وَغَمُّهَا "
وهذا كاف في ترسيخ العلاقة بها ، فلو غضضنا طرفنا عن كلّ ما صنع النبي (ص) بالنسبة لأمّته وأخذنا بالإعتبار عناءه من أجلنا وأمله فينا لكفانا حثّاً على التمسّك بالتعاليم الإسلاميّة . والغريب أنّ الإمام (ع) لم يبيّن في الرسالة ما يجب على الولد ، مكتفياً بالعلم !! والعلم أساس الفضيلة ، وهي منطلق الدين والإنسانية ، فإذا علم الإنسان سلك به علمه إلى الخير والبر ، وبالتّالي فإنّ الإمام (ع) إستخدم منهاج الأساس والمنطلق للبر ، وفي كلامه (ع) ما يرقى على عباراتنا ويزيد بيانه على الوقت .

 

7. التعقيب الأخير
الظروف والمتغيرات المعاصرة مسخت العلاقات الدّموية بشكل يقتضي التنويه ، فالأمومة والأبوّة والأخوّة والرّحم في كثير من البيوت معاني مفقودة ، ونحن بحاجة إلى العودة إلى الدّين لتنظيم الحقوق ، بناء على التعامل بالعفو والإحسان ونبذ كلّ عوامل العقوق بالتواضع .


ومن ضمن الأخطاء التي تعين الأم أولادها فيه على العقوق هو الإعتماد على الخادمات في الأمومة ، فإذا تخلّت الأم عن هذه الوظيفة اختل نظام المجتمع وفسدت المدرسة الأولى التي ينطلق منها الولد ، وأنذر ذلك بتعاسته ما دام حيّاً ، ولو استقريت أحوال الأخيار المجرمين في تاريخ الدّنيا لوجدت أنّ الأم لها انعكاساتها على الطرفين !!



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:  
عدد الأحرف المتبقية: