» المهدي عجل الله فرجه رحمة الله الواسعة (2)   » باب الله (1)   » خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1445 هجرية   » حقيقة الإيمان   » ماذا نهدي لإمام زماننا عجل الله فرجه الشريف   » القوم والعشيرة   » الخدم و المماليك   » صلة الأرحام   » إمام زماننا عليه السلام ميزان أعمالنا   » بر الوالدين (3)  


09/06/2011م - 8:05 ص | عدد القراء: 6159

ترجمة مختصرة للمرجع الرّاحل آية الله العظمى الميرزا علي الغروي (ره) ، وقد طُبعت في مقّدمة كتيب الدّماء الثلاثة المُطابق لفتاواه. و إنّه وإن كان هذا الشيخ الأجل حجّة علماً في الأوساط العلميّة و الحوزات الدّينيّة إلاّ أنّنا سنشير ولو بإجمال إلى بعض سيرته العطرة ومؤهّلاته الكبرى إتماماً للقصد وإنارة للأمر ...

الشّيخ الغروي (ره)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطّاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين 

 

هذه ترجمة مختصرة للمرجع الرّاحل آية الله العظمى الميرزا علي الغروي (ره) ، وقد طُبعت في مقّدمة كتيب الدّماء الثلاثة المُطابق لفتاواه. و إنّه وإن كان هذا الشيخ الأجل حجّة علماً في الأوساط العلميّة و الحوزات الدّينيّة إلاّ أنّنا سنشير ولو بإجمال إلى بعض سيرته العطرة ومؤهّلاته الكبرى إتماماً للقصد وإنارة للأمر ..

لقد ولد دام ظلّه في مدينة تبريز سنة 1349هـ بين ظهراني أسرة كريمة عريقة .. فتربّى منذ نعومة أظفاره بين منابع العلم و مناهل الدّين والتّقى ، وتلقّى العلوم الدّينيّة منذ سنّ السّادسة في مسقط رأسه .. ثم شدّ رحاله قاصداً عشّ آل محمد (ص) قم المقدّسة حتّى أنهى مرحلة السّطوح فيها على أيدي كبّار علمائها الأكفّاء و فقهائها الأعلام وشرع في حضور الدّروس العليا المعروفة بالبحث الخارج  فيها وله من العمر ستّة عشر سنة ..

ثمّ انتقل بعدها إلى عاصمة العلم ومهوى أفئدة الشّيعة .. النّجف الأشرف وحضر هناك دروس جهابذتها وأساطينها وأعلامها إلى جانب تصدّيه لإلقاء الدّروس العليا وتصدّيه لتدريس الخارج منذ عام 1379 هـ .. وكان له وجوده المشـرق في غضون تلك الفترة ، شهد له أعلام الطّائفة وأشاروا إلى فضله وعلمه .. وقدّ جمع دام ظلّه إلى مؤهّلاته شرف الحضور عند أعلام الحوزتين البارزين والتلقّي عنهم ..


أساتذته

أما أساتذته في قم المشرّفة فهم :
1ـ سماحة آية الله العظمى السيّد محمّد الحجّة الكوه كمري (ره) المتوفى سنة 1372 هـ ، وكان من كبار فقهاء الإسلام ومراجع الفتيا .
2ـ سماحة آية الله العظمى السيّد حسين البروجردي (ره) المتوفى سنة 1380 هـ ، وكان من أكابر فقهاء الطائفة المتأخّرين ، وقد حضر شيخنا ـ مد ظله ـ عنده بحثيه في الفقه والأصول .
3ـ سماحة آية الله العظمى الشّيخ عبّاس علي الشاهرودي (ره) وكان قدوة في الفضل والتّقى والورع ، وقد حضر شيخنا دام ظلّه عنده بحث الأصول .
4ـ سماحة آية الله العظمى السّيد أحمد الخونساري (ره) وكان من أساطين الفــقاهة والأصول ، وكان حضور شيخنا عنده في الفقه والأصول .
أمّا أساتذته في مدينة النّجف الأشرف فهم :
5ـ سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الحلّي (ره) المتوفى سنة 1394 هـ وكان آية في التدقيق والتحقيق وقد عُدّ من العلماء المبرّزين ، حضر شيخنا دام ظلّه عنده دورة كاملة في الأصول وشطراً من الفقه .
6ـ سماحة آية الله العظمى الشيخ ميرزا محمد باقر الزنجاني (ره) المتوفى سنة 1394 هـ أيضاً وكان فقيهاً أصولياً بارعاً يضرب به المثل في الزهد والتواضع ، درس شيخنا دام ظلّه عنده دورة أصولية كاملة ومقداراً من كتاب الصّلاة .
7ـ سماحة آية الله العظمى زعيم الحوزة العلميّة و فقيه الطائفة ومرجعها السيّد أبو القاسم الخوئي (ره) ، وقد لازمه شيخنا ـ دام بقاؤه ـ ملازمة شديدة حتّى صار في عداد تلامذته البارزين ، وكان  دام ظلّه موضع اعتزاز وتقدير المرجع الرّاحل (ره) ..

ولا يخفى أنّ شيخنا دام ظلّه هو أوّل من كتب تقريرات أبحاث الســيّد الخوئي (ره) الفقهية التنقيح في شرح العروة الوثقى وبث آراءه بين طلاب العلم وروّاده في حوزات العلم ..

مؤلّفاته  

إنّ لشيخنا الجليل باع قديم ومستطيل في التّأليف ، فهو يقضي فترة طويلة من يومه يتفرّغ فيها للقلم ، حتّى جاد على العلم بتآليف عدّة .. أمّا المطبوعة فهي :

1ـ التنقيح في شرح العروة الوثقى ، و هو أوّل تقرير فقهي لأستاذه السيّد الخوئي (ره) ويقع في عدة مجلدات طبع منها مجلد واحد في الإجتهاد والتقليد وعشرة مجلّدات في الطهارة ومجلد واحد في الصّلاة ، ولايزال بعض مجلّداته مخطوطاً ويُعدّ هذا الكتاب مؤشّراً قويّاً لفقاهة استاذ الفقهاء السيد الخوئي (ره) ، وقد قرّظه أستاذه له بتقريظ نفيس .
2ـ الفتاوى المستنبطة ، رسالة في العبادات والمعاملات لعمل المقلّدين .
3ـ موجز الفتاوى المستنبطة ، وهو موجز رسالته العلمية .
4ـ مناسك الحج .
أما مؤلّفاته المخطوطة :
5ـ دورة أصولية كاملة لبحث استاذه سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الحلّي (ره) .
6ـ دورة أصولية كاملة لبحث استاذه سماحة آية الله العظمى الشيخ ميرزا محمد باقر الزنجاني (ره) .
7ـ شرح استدلالي على المكاسب .
8 ـ تعليقة على الكفاية للشيخ الآخوند الخراساني (ره) .
9ـ رسالة في قاعدة الطهارة .
10ـ رسالة في قاعدة التجاوز .
11ـ رسالة في قاعدة اليد .
12ـ رسالة في الرضاع .
13ـ المكاسب المحرّمة .
14ـ البيع .
15ـ الخيارات .
16ـ خمس دورات في علم الأصول .
17ـ طائفة كبيرة من تقارير الأبحاث المختلفة .
18ـ تسنيد الفتاوى المستنبطة ، وهو بيان لمستـنـــد فتاواه في

رسالته العملية مبسوطاً حتى قيل : إن هذا الكتاب يزيد على ثمانين مجلّداً .
ولست أدّعي وأنا على هذه العُجالة الوفاء بجلّ مكارم شيخنا الأجل أو استيفاء جميع مؤهّلاته وجزيل عطائه ، وهو مع هذا غنيّ عن كلّ ذلك .. وفي التزامه بدرسه وتحقيقه قدوة وأسوة عظيمتين ، فإنّه يشغل من اليوم ما يقارب العشرين ساعة يقضيها بين الدّرس والمطالعة والتّأليف والتّحقيق . وأما في مجال الورع فهو آية في الورع والتّقى والإلتزام بالمستحبات والسنن ..

ومن ذلك مداومته المستمرة على زيارة سيّد الشّهداء (ع) في كل ليلة جمعة ، فضلاً عن الإلتزام بزيارة عاشوراء في كل يوم في الحرم العلوي المطهّر بعد أن يؤم المصلّين في صلاة الصّبح وبعد زيارة سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصّلاة والسلام . ولقد عرّفه العلاّمة المحقّق السيّد عبد الرزاق الموسوي المقرّم (ره) فيمن عرّفه بكلام ينمّ عن معرفة بالغة بشيخنا الغروي دام ظلّه

منذ زمن بعيد ضمن تقديمه على كتاب الاجتهاد والتقليد حيث  قال في حقه :
العلم الفرد ، والمجتهد الأوحد ، حجّة الله الواضحة ، وبيّنته اللامعة ، المحقق الميرزا على الغروي التبريزي ..
وقال أيضاً : فكان موئل روّاد العلم بين مستوضح منه ما لم تصل إليه فاكرته ، وبين من ينسخ ما جمعه من ثمرات بحوث أساتذته ، فإلى الباري عزّوجلّ أبتهل بإدامة عنايته بهذه الشخصية اللامعة ليرتوي طلاب المعارف من نمير آرائه ويستضيء روّاد الحقائق بثاقب أفكاره .

وقد عبّر عنه أستاذه السيّد الخوئي (ره) قبل ثلاثة عقود بعبائر التّجليل والتّقدير ما يُغني عن شهادات الفطاحل حيث قال (ره) : جناب الفاضل العلامة المحقق ركن الإسلام قرة عيني العزيز الميرزا علي التبريزي أدام الله فضله و وصف تقريراته له وصف المعجب بها .. قائلا أنّها : في غاية الضّبط والإتقان وقد أعجبني أحاطته بدقائقها واستيعابه لحقائقها ، ببيان بليغ رائع واستقصاء جميل نافع . فلا غرو فإنه ممن أصاب ظني في مقدرته العلمية وكفاءته الفكرية ، وقد بلغ بحمد الله الدرجة العالية في كل ما حضره من أبحاثنا في الفقه والأصول والتفسير وأنعش آمالي ببقاء نبراس العلم في مستقبل الأيّام ، فلم تذهب أتعابي على تقويم الحوزة العلمية سدى ..

بل أثمرت تلك الجهود بوجود أمثاله من العلماء العظام وأينعت وأتت أكلها كل حين ، فللّه تعالى درّه فيما كتب ودقّق وحقّق وأسأله جل شأنه أن يأخذ بيده ، ليكون قدوة الأفاضل الكرام وأحد المراجع في الأحكام ويوفقه للجد في عمله والإستمرار في نشاطه لينتفع بجوده زملاؤه من طلاّب العلم المحصّلين . وقد صدق تفرّس السيّد الرّاحل (ره) في ما يؤول إليه حال شيخنا المعظّم (ره) فقد دلّت سوابقه على ذلك ، حتّى صار مرجعاً في الأحكام ، وتصدّى لذلك من عاصمة العلم والولاية النّجف الأشرف ، فأرجعت له في التّقليد طائفة من أعيان العلماء والفضلاء في شتّى البقاع والبلاد ..

وهذا قيض من فيض .. وقليل من كثير ، وجانب من جوانب هذا العلم العالم والطود الشّامخ ، وبعد هذه اللمحة الموجزة أدعو الله سبحانه مبتهلاً أن ينفع بنعمة وجوده الأمّة ، وأن يمدّ في عمره الشّريف ، وأن يوفّقنا لخدمة الدّين وأهله ، وأن يعيننا على أداء حقوق ذوي الحقوق علينا ، وبالخصوص أئمّتنا صلوات الله عليهم أجمعين .
                           

  غرة شهر صفر 1419 هـ

 



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «3»

22/07/2016م - 8:18 مفاضل الغروي - سوريا
رحم الله سيدنا
12/09/2013م - 5:42 صكرار علوان حسين - العراق
قدس الله روح الشيخ الغروي وانا بصدد تحقيق بعض مؤلفات الشيخ المخطوطة وطبعها فارجوا منكم الدعاء لي بالتوفيق
02/03/2013م - 7:10 صعلاء جابر طراد - العراق
رحم الله شيخنا الغروي وانا كنت من مقلديه في وقت الفتنة وكان احد اسود الايام في عمري هو يوم استشهاده قدس سره وشاء الله ان يدفن بجنب والدي رحمه الله
رحم الله من يقرا سورة الفاتحة على روحه الطاهرة



اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:  
عدد الأحرف المتبقية: