» المهدي عجل الله فرجه رحمة الله الواسعة (2)   » باب الله (1)   » خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1445 هجرية   » حقيقة الإيمان   » ماذا نهدي لإمام زماننا عجل الله فرجه الشريف   » القوم والعشيرة   » الخدم و المماليك   » صلة الأرحام   » إمام زماننا عليه السلام ميزان أعمالنا   » بر الوالدين (3)  


09/06/2011م - 1:30 م | عدد القراء: 1313

من هو الإمام الحسين (ع) ؟ ومن الذي قتله ؟
ولماذا قتله ؟ ولماذا يُبكى عليه ؟ وكيف استمر هذا البكاء ؟
وكيف تأسست هذه المآتم ؟ ومن أسّسها ؟ وما سرّ خلود هذه القضية ؟

أنا من حسين
مقالة نُشرت في نشرة خاصّة في عاشوراء 1431 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطّاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين 

من هو الإمام الحسين (ع) ؟ ومن الذي قتله ؟
ولماذا قتله ؟ ولماذا يُبكى عليه ؟ وكيف استمر هذا البكاء ؟
وكيف تأسست هذه المآتم ؟ ومن أسّسها  ؟ وما سرّ خلود هذه القضية ؟

وأسئلة أخرى مشروعة تدعونا للوقوف بكلّ إمعانٍ لنتأمّل هذه القضيّة الكبرى ، إذ إنّ قليلاً ما تستمد قضية سرّ خلودها من نفسها ، فقضايا البشر لم تصمد أمام معول الأيام والزمن ، ولم تحتفظ برونقها حيال دواهي النسيان والتحريف ، ولم تتماسك أمام هبّة الإشكالات والشّبَه ، لكنّ قضيتنا تختلف عن كل قضايا الإنسان جملةً وتفصيلاً ، وليست تُفهم بالقياس مع غيرها ، بل إنّ قياساتها معها ، ولهذا فإنّه يخطأ الباحثون خطأً جسيماً إذا درسوها من زاوية أيّة قضيّة أخرى ، لأنّها استثنائية ويتيمة في ميزان الفكر البشري ..

إنّ لقضيتنا المنة الكبيرة في إنقاذ الإسلام وصيانته من عبث وتحريف الطغاة والجبابرة ، ومن هذا المنطلق عنى رسول الله (ص) ذلك حين قال : حسين مني وأنا من حسين .. (وهذا حديث مشهور ، أخرجه ـ على سبيل المثال ـ الإمام أحمد في مسنده تحت الرقم (17231) والترمذي في سننه (10/305) ح (3973) وابن ماجة في سننه (1/51) ح (147) )

فإنّنا إذا فهمنا الشطر الأوّل ( حسين منّي ) فهو بالنظرة الأولى يعني أنّه دمي ولحمي وولدي وسبطي وإمتدادي ، وبالتّالي فإنّ قضيته قضيتي .. فإنّنا لن نفهم تاليه بمثل هذا الفهم البسيط ، فالقضيّة ليست بديهية أبداً ، فإذا تأمّلنا في الشطر الثاني ( وأنا من حسين ) ردّ نظرنا إلينا خاسئاً وهو حسير !! إذ ليس من السّهولة أو اليسير فقه أبعاد الحديث دون نظرة فاحصة دقيقة ..

لقد استمدّت قضية الإمام الحسين (ع) سرّ خلودها من نفسها ، وكان وقودها من ذاتها ، ولم تؤثّر هذه المظاهر التي نشهدها في شهر المحرّم على إذكاء سرّها بقدر ما كانت هذه المظاهر هي الأثر الطبيعي والإنعكاس الذاتي لهذه القضية الفريدة ، وقد تكفّلت هذه المأساة الدّامية بنفسها وبأحداثها المريرة بالتأثير على المشاعر وإلهابها إلى حدّ البكاء ، وحتى يبلغ التأثير منها إلى حدّ الجزع ـ الذي يفوق معاني الحزن ـ بمظاهره الإنسانية المختلفة .. فالإنسان بفطرته ميّال للإستشعار بألم أخيه الإنسان ، بغضّ النظر عن شكل الإنتماء والمعتقد ، وأي قلب تمرّ عليه تلك الرزايا والمصائب ولا يستجيب ولو بدمعة واحدة ، وما قيمة الدمعة المالحة أمام تضحيات إمام الأحرار ومصائبه العظمى ..

ويتّضح من منطلقات شتى أن بواعث عقد مآتم الحزن إستجابة طبيعية فطرية لأصداء تلك الظلامة الخالدة ، وردّ فعل متناسب جدّاً مع صرخة الظّلامة المنطلقة من نحره الشريف ، التي حزّ أوردتها الحقد الأسود بمُدية الجاهلية الظالمة ، فبلغ (ع) بتضحياته أعلى الدرجات وتسنّم مقام سيّد الشهداء ، واكتسب بمنّ الله تعالى ورحمته أسرار الجذب الذاتي الملهم لنفوس الأحرار ..

فأحدق عشاقه وطافوا به طواف الفراش بالسراج المنير ، والتحق بساحته الأحرار التحاق الأشعة البيضاء بالشمس الضّاحية ، مضافاً إلى جاذبية شذى الشهادة السّاحر ، فاستجاب له كلّ قلب سليم ، وانضوى تحت لوائه أحرار الأرض جيلاً بعد جيل ، بقوة ربّانية تحتوي الظرف ولا يحتويها ، تنبسط على الزمان والمكان ، تغمر المستقبل بآلامها وآهاتها ..


فبكته الأماقي أسوة بالسماوات والأرض بدموع اللوعة والأسى والود والعشق قبل أن تبكيه رغبة في جزيل الثواب ..

تبكيك عيني لا لأجل  مثوبة     لكنّما  عيني  لأجلك  باكية



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:  
عدد الأحرف المتبقية: